الجمعة، 29 أبريل 2011

للرجال فقط




يقول الله تعالى في سورة النور : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30 النــور} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ... الآية.

وعن عبد الله بن مسعود : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن الخمسة جميعا والإمام أحمد.

والباءة : هي القدرة على الزواج وتحمل مسؤوليته. ولله در الإمام ابن القيم إذ يقول في بيتين من أجمل ما نظم من الشعر وزاد عليهما أحد الصالحين ثلاثا
ونساء الأرض لما أن بدت  أقبلت نحوي وقالت لي إليّ
فتعاميت كأن لم أرها عندم   ا أبصرت مقصودي لديّ
كيف ألقى الله ربي آثما    يوم حشر الناس غل بيديّ
بئست الشهوة إن كان بها   غضب الجبار والسخط عليّ
فمعاذ الله هذه صيحتي        قالها يوسف قلها يا أخيّ
وغض البصر يجعلك في أمان من سهام الشيطان لأن النظرة سهم من سهام إبليس تخترق القلوب فأكثر من أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأستغفر الله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم غض أبصارنا وحصن فروجنا واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، ودعاء الرسول الكريم اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر فؤادي ومن شر منيي والحديث الدعاء هو العبادة.
تأخذ قضية الحب جانبا كبيرا من اهتمامات الشباب، ولكنها تعد موضوعاً حساساً عند الملتزمين غير المتزوجين خاصة مع ارتفاع تكاليف الزواج ومعدل البطالة.. ما النصائح التي توجهها لكل شاب أو فتاة وجد في نفسه ميلاً تجاه الطرف الآخر، وتقف الظروف حائلة دون الارتباط؟
- الحب كلمة مظلومة علقوا عليها كل رذيلة وحقيقتها كلمة مقدسة فالله يقول عن ذاته العلية وعن المؤمنين (يحبهم ويحبونه) وصار كل حب بعد ذلك ينبثق من حب الله ورسوله فعلى هذا العاشق أن يحول حبه في الله فإن لم يتزوجها في الدنيا تكون معه في خيام اللؤلؤ في الجنة قال عليه الصلاة والسلام: (للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة ارتفاعها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون) يعني زوجات من أين جاءت هذه الزوجات؟ من المحبة في الله فالمرء مع من أحب وما دام الحب في الله والبغض في الله فذاك أوثق عرى الإيمان فيحافظ على شرفها وسمعتها.
فلا يكلمها إلا بحضور محرم للخطبة والزواج ولا يخرج معها في فترة الخطوبة إلا بعد العقد للزواج ولا يمارس معها أي شيء محرم ويعتبرها طريقه إلى الجنة ومنابر النور لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي احقت محبتي للمتحابين فيّ« »المتحابون فيّ على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون لمكانهم عند الله يوم القيامة، وهم في ظل العرش« وعليه بالدعاء لأن الله إذا رأى من عبده أنه يريد أن يعف نفسه يسر له ذلك زالزواجس، اللهم هب لنا من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ما يجعل منازلنا قرب منازل نبيك في الفردوس الأعلى.
بعض الملتزمين يفتقدون لأخلاقيات التعامل فيما بينهم، إذ تتعدد التيارات العاملة في الحقل الدعوي، ونجد تراشقا متبادلا بالاتهامات فكيف تتكامل الجهود؟
الأصل أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، وصرح الإسلام كبير وأبوابه كثيرة وتحتاج إلى حراس في جهاته الأربع. وليعمل كل داعية من خلال فصيله، ولنتعاون على حفظ الثغور ولا يستغني كل واحد عن أخيه فالساحة تسع الجميع ولا يمنع أن تتربى على أي منهج من الكتاب والسنة ولكن لا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاتلوا وكونوا عباد الله إخوانا.
اللهم اجعلنا لجميع المسلمين كالسحاب يظل القريب والبعيد واجعلنا لجميع الناس كالشمس تشرق على الجميع..
أحد الشباب يسأل : أحسب أنى من الملتزمين وقد منّ الله على بخطبة فتاة أقل ما يقال عنها إنها هدية من الله والحمد لله أصوم الاثنين والخميس وأحيانا الثلاثة أيام البيض وأقرأ القرآن وأحيانا أصلى القيام ولى صحبة طيبة مشكلتي أنى أحيانا أضعف وأنظر إلى ما حرم الله أفيق لنفسى بعد فترة ولا أعود لمدة تطول أو تقصر ثم أقع ثانية فى المحظور أخاف وأندم وأستمر فى الطاعة ثم فى لحظة أضعف ... ما رأى فضيلتكم ؟
- قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) قرأها النبي على من أصاب قبلة في الحرام وقال يا رسول الله أقم عليّ الحد فقال: صليت معنا العصر فقال: نعم فقرأ عليه تلك الآية؟
فأنت يا بني بارك الله لك في زواجك فأكثر من الحسنات والصلاة فذلك يذهب السيئات واحرص على تذكر أن جميع البنات أهل لك وعرض لك فأخوات الناس أخواتك وبنات الناس بناتك وأمهات الناس أمهاتك.. وهكذا.. وهذا سر عرض النبي صلى الله عليه وسلم جميع أعراض الناس على الشاب الذي قال له: إئذن لي في الزنا فقال: أترضاه لامرأتك قال لا قال: كذلك الناس لا يرضون وكما نعلم من الأحاديث أن العين تزني وزناها النظر فلهذا نقف موقف سيدنا موسى لما رأى المرأتين في مدين (قال ما خطبكما) أي ما مصيبتكما وهكذا تكون النظرة أن كل امرأة أجنبية تتعرض لنظر الرجال الأجانب فهي في خطب ومصيبة ولا بد من مساعدتها على الستر والعفاف وعدم الاختلاط غير الشرعي أو الخلوة غير الشرعية واسأل نفسك يا أخي هل ترضى لو أن زوجتك الحبيبة نظرت إلى الشباب الأجانب؟ الجواب: لا. إذن تذكر أن الجزاء من جنس العمل، واعمل ما شئت فكما تدين تدان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق